وطن الفيسبوك كان هو الاختيار الأفضل لشباب وجدوه طريقا يلوذون به بعيدا عن الأبواب العتيقه التى سدت فى وجوههم..وجدوا فيه ساحة للتعبير عن فرحهم وغضبهم حول ما يحدث حولهم..امتلكوا السلطه فى هذا الوطن بدون قيود أو تكليفات من أحد..وأقاموا لانفسهم دولة الديمقراطية والعدالة التى طالما حلموا بها...أصدروا قوانين وقرارات..قاموا باستفتاءات لا يشوبها تزوير أو تضليل..وكانت النتيجه فى صالح "نعم نحن نستطيع........".
إنتقالهم بحلمهم إلى أرض الواقع كان رهانا على كيمياء المصريين العظيمه ..التى قرأوا عنها كثيرا فى سيرة أجدادهم....هل سيستجيب الشعب إلى نداء الحرية والكرامة ؟؟؟!..على هذا كان الرهان....
كانت لحظة مشرقة فى تاريخ مصر تلك التى التحم فيها الملايين وانصهروا فى جسد واحد.. له نفس الأحاسيس ونفس المطالب "كرامه - حريه - عداله إجتماعيه" ...تلك اللحظه التى ردد فيها المصريون "الشعب يريد........" كانوا ينزعون عنهم قشور اليأس والخوف الذى أصابهم لسنين..كان التحدى الأكبر هو كيفية الصمود فى مواجهة العنف والهمجية بسلمية وتحضر..وكانت نقطة الالتقاء عند رسالة تبادلها المصريون فيما بينهم بأن هذه بلدنا...ملكنا...لن نتركها...ولن تسرق منا مرة ثانيه.
توجهت عيون العالم نحو هذا الحدث الفريد ..الذى أثبت أن الحديث عن عبقرية مصر وروحها الحضاريه ليست فقط تلك التى قرأوا عنها فى كتب التاريخ..وإنما هى حقيقة.. عبرت عنها الملايين بسلوك بالغ التحضر والعفويه..
وبرغم التحديات الضخمه والدماء التى سالت..وبرغم النقاشات والانقسامات.. والحده والعنف والقلق..الا ان هناك حلم واحد كان يجمعهم....أن يعيدوا بناء التاريخ....أمنوا ان القرار اصبح قرارهم..وان المستقبل امانة فى اعناقهم..
إحساس الانسان أنه يملك مصيره.. هو أجمل ما يمكن ان يشعر به فى حياته.. فعندما يواجه الموت من أجل كرامته بحرية ورضا نفس..تنقلب الدنيا امام ارادته..نعم هى ثورة بكل المعايير..ثورة أسقطت أنظمة وحكومات..ولكنها بالدرجة الأولى أسقطت أنماط تفكير..فالجميع يعلمون بأن هذه الملحمة الوطنية ستظل تلهم المصريين وتمدهم بالعزم والحماسة لسنوات قادمة..وأن ما حدث هو المرحلة الاولى فى طريق طويل من أجل إعادة بناء شخصية مصر العظيمه..الجميع أثبت أنه على مستوى المسئوليه..والجميع امن أن لابد وأن يثق فى أحلامه..أن يقبل المغامرة والمخاطرة..أن يثق فى قدراته..وأن يعمل جاهدا ليحقق حلمه..
بل... الكل فى مصر يريد ...أن يذهل العالم.. ...
القاهرة : 2 ابريل 2011
القاهرة : 2 ابريل 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق