من فى تاريخ البشريه عاش ظالما ومات مكرما ؟؟؟.. كل الطغاه ماتوا يحملون عارهم فوق ظهورهم .. هذه قاعدة العدالة فى الأرض .. الكل سواء فى حق الحياة .. الله من وهب .. وله وحده الحق فى أخذ هبته مرة أخرى ....يحكى لنا التاريخ : كيف أن الإنسان قادر على صنع الحضارات .. كما يحكى عن دماء كالأنهار سالت .. يحكى التاريخ عم جثث آدمية كُوِمَت ليُبنى فوق رفاتها أبراجَ الحرية والعدالة ..
ما أعظم إنجازات الإنسان فى عصرنا هذا .. فنحن نعيش الآن فى عصر الرفاهية مكيفة الهواء .. نتحاور ونتواصل مع العالم بشكل لم نكن حتى نحلم به ونحن صغار .. ولكن .. هل ما أنجزته البشرية حتى الأن هو دليل الحضارة والتقدم ؟؟!!... لا أعتقد .. فما زلنا نعيش بشكل أو بآخر فى عالم قابيل وهابيل ..فالدماء التى سالت وتسيل لها نفس اللون .. والروح التى تزهق هى نفسها روح من أزهقها ..
لا أرى أى فرق بين من قتل برصاص قناصة ميدان التحرير .. ومن قتل بضربة حجر على رأسه يوم لم يكن الانسان قد اخترع سلاحا بعد .... لا أرى أى فرق واضح بين من مات تحت عجلات دبابة فى فلسطين .. ومن مات محروقا فى أفران النازيه..
فأنا منحاز بفطرتى للإنسانية....
لم أجد دينا لا يقدس الروح البشريه .. كما لم أقرأ يوما عن حرب حلت خلافات .. فالعنف دائما نتيجته المزيد من الجراح فى جسدنا بنى الانسان .. ما ذنب من أهينت انسانيته بغير ذنب يدركه .. فعاش يحمل فى قلبه ثأرا على العالم كله .. عاش يتسائل .. أهكذا هى الحياه ؟!!.. عاش يبحث عن من ينتقم منه .. فالثأر فطرة ووراثة .. تعلمنا هذا من أجدادنا على مر العصور .. لنحاكم أى إنسان لابد أولا وأن ننظر لبصمات الأحداث فى جسده .. لتشوهات أحدثتها الظروف فى روحه التى خلقت نقية طاهرة .. هل نظرنا إلى علاجه قبل عقابه ؟!.. فما هو إلا إنسان خلقه الله بفطرة لا يشوبها خلل أو عنف أو توحش .. إلا أنه لم يعى لوجوده فى الدنيا معنى أو كرامه .. ريشة فى الهواء تركض وراء سراب ولا يكاد يلتفت لها أحد ..
لا خلاف عن حب الانسان لنفسه .. فهى غريزة ثابتة تفرض عليه الدفاع عنها والسعى الدائم لجلب الخير لها..ولكن الحياة هى من تفاجئنا دائما بأحداثها التى تضعنا أمام الاختيار .. إما أن نثور .. أو نقبل ونستسلم .. ونتنازل ؟؟.. وقسوة هذا الاستسلام والتنازل قد لا نحس بها إلا إذا كان تنازلا عن شىء من الكرامه.
كل ما تعلمناه من تراكم خبرات وحضارات سابقة تخبرنا أن لا شىء دائم .. ما هى إلا مسألة وقت .. فعندما يثور الإنسان لكرامته وقدسية روحه يدخل فى نفق لا عودة منه .. نهايته دائما النصر للأحرار .. والمهانة للطغاه .. مسألة وقت وإن اختلفت السيناريوهات .. سيموت كل الطغاه وسيوصمون بالعار فى سجل التاريخ .. والحياة دائما للأحرار.
وائل عبد العزيز
القاهره 29 إبريل 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق