(من رواية عن جلال الدين الرومى و شمس التبريزى)
* أرجو أن يجدك الحب عندما لا تتوقعينه.
***************
* الحكمة القديمة مازالت سارية : فحيث يوجد حب ، يوجد حزن.
***************
* هكذا هى الحياة. فعندما تخبر احدهم الحقيقة ، فأنه يكرهك.
و كلما تحدثت عن الحب، ازدادت كراهيته لك.
***************
* النفاق هو الذي يجعل الناس سعداء ،
أما الحقيقة فتجعلهم يشعرون بالحزن.
***************
* أن الماضي دوامة، إذا تركته يسيطر على لحظتك الحالية ، فإنه سيمتصك و يجرفك .
***************
* ليس من الضرورى ان اعرف حتى احب.
***************
*ان الطريق الى قلب الرجل قد يجرف المرأة بعيدا عن نفسها احيانا.
***************
* لقد خلق الله المعاناة حتى تظهر السعادة من خلال نقيضها.
فالاشياء تظهر من خلال اضدادها .
و بما أنه لا يوجد نقيض لله ، فأنه يظل مخفيا.
***************
* كل ما أعرفه هو ان بعض الناس يتغذون على تعاسات الاخرين،
و لا يحبون روية أن ينخفض عدد البؤساء على وجه الارض.
***************
* يمتلئ هذا العالم أشخاص مهووسين بالثروة او الشهرة او السلطة.
فكلما اكتسبوا المزيد من النجاح، شعروا بأنهم بحاجة اليها.
و بجشع و طمع شديدين ، جعلوا الممتلكات الدنيوية قبلتهم ،
و لم يعودوا ينظرون الا فى ذلك الاتجاه ،
غير مدركين انهم سيصبحون عبيدا للاشياء التى يسعون اليها بشره.
ان هذا نمط مشترك ، يحدث دائما.
***************
* أتعرفين ما هى مشكلتك؟
إنك تأخذين الحياة بجدية كبيرة.
إنك فتاة مملة حتى الموت.
***************
* كيف يمكن للمرء أن يلوم الاخرين لانهم لا يحترمونه
إذا لم يكن يعتبر نفسه جديرا بالاحترام؟
***************
* إن المرء الذى يعتقد بأن لديه جميع الاجوبة
هو اكثر الناس جهلا.
***************
* كل حب و صداقة حقيقيين هما قصة تحول غير متوقع ،
و لو بقينا ذات الشخص قبل ان نحب و بعده ،
فهذا يعنى ان حبنا لم يكن كافيا.
***************
* ألا يقول الله "و نحن اقرب إليه من حبل الوريد"؟
فالله لا يقبع بعيدا فى السموات العالية،
بل يقبع فى داخل كل منا. لذلك فهو لا يتخلى عنا.
***************
* ان الإنصات إلى المدينة وهي غافية يجعلني حزينا و سعيدا في وقت واحد ،
وأتساءل ما نوع القصص التي تروى وراء الأبواب الموصدة ،
و ما هي القصص التي قد أعيشها لو أنني خيرت سلوك طريق آخر .
لكني لم أختر، بل الطريق هو الذي اختارني .
***************
* اذا كنا نتناول الطعام نفسه ، و نغني الأغاني الحزينة ذاتها ،
و نؤمن بالخرافات عينها ، و نحلم بذات الأحلام ،
فلم لا نكون قادرين على العيش معا؟.
***************
* ان الصمت الذى يعقب كارثة هائلة ،
هو اشد الاصوات التى يمكنك سماعها هدوءا على سطح البسيطة.
***************
* فمع أن القرآن يقول أن النميمة وقذف الناس أثم كبير،
قلما يبذل البشر أي جهد لكبح أنفسهم عن ممارسة ذلك .
فهم لا يكفون عن إدانة شاربي الخمر،
أو البحث عن النساء الزانيات لرجمهن،
لكن عندما يتعلق الأمر بالنميمة التي هي أثم أعظم بكثير في نظر الله ،
فإنهم لا يعرفون أنهم يرتكبون أثما.
***************
* ان الايمان والحب يجعلان البشر ابطالا
لانهما يزيلان الخوف والقلق من قلوبهم.
***************
* لا أظن أن الله "عز و جل" منحنا الموسيقى _ لا الموسيقى التى نصنعها بأصواتنا و آلاتنا فحسب،
بل الموسيقى التى تغلف كل أشكال الحياة ، ثم حرم علينا أن نسمعها .
ألا يرون أن الطبيعة برمتها تغنى ؟
فكل شئ فهذا الكون يتحرك بإيقاع :
خفقات القلب، رفرفة أجنحة الطير،
هبوب الريح فى ليلة عاصفة ،
طرقات الحداد و هو يطرق الحديد،
او الاصوات التى تغلف الجنين داخل الرحم.
***************
* لم اكن اعرف اننى كنت ارتكب الاخطاء التى ترتكبها النساء عادة على امتداد العصور :
الاعتقاد بسذاجة بأنهن يستطعن ، بحبهن ، تغيير الرجال الذين يحبونهم.
***************
* ليس فى الحياة شئ يدعى فترة مبكرة او متأخرة ،
فكل شئ يحدث فى حينه.
***************
* كنت أطوف شرقاً و غرباً، بحثا عن الله فى كل مكان.
أبحث عن حياة جديرة بالحياة،
و أبحث عن معلومات جديدة جديرة بالمعرفة.
و لما لم تكن لدى جذور فى أى مكان،
أصبح لدى العالم كله أطوف فى أرجائه.
***************
* كلما ودعت مكانا احبه ، أحس بأني أترك فيه جزءاً مني.
و يخيل إلي أننا سواء اخترنا الترحال كما فعل ماركو بولو ،
أو ظللنا في البقعة نفسها من المهد إلى اللحد ،
فإن الحياة عبارة عن سلسلة من الولادات و الوفيات.
إذ تولد لحظات و تموت أخرى ،
و لكي تبرز التجارب الجديدة ،
تذوي التجارب القديمة.
***************
* انا لست واحدا من أولئك الاتقياء الذين يمضون حياتهم كلها
و هم جاثون على سجادة صلاة،
بينما يغلقون عيونهم و قلوبهم عن العالم الخارجى،
و لا يقرأون القران إلا قراءة سطحية.
فأما أنا فأقرأ القران من خلال الازهار المتفتحة و الطيور المهاجرة .
إني أقرأ أنفاس القران التى تتخلل البشر.
***************
* قلت فى احدى رسائلك السابقة ان فكرة اننا نستطيع التحكم بمسيرة حياتنا اذا اتخذنا خيارات عقلانية فكرة سخيفة ..
مثل سمكة تحاول ان تتحكم بالمحيط التى تسبح فيه .
لقد فكرت فى جملتك التالية كثيرا وهى ان :
"الفكره بان المرء يعرف ذاته لم تؤد الى احداث توقعات خاطئة فقط ..
بل أدت الى احباطات فى الاماكن التى لا تجارى فيها الحياة توقعاتنا ".
***************
* فى العشق تختلط الحدود.
***************
* في البداية تلتقي بشخص ..
شخص يختلف اختلافًا تاما عن جميع من حولك من الأشخاص.
شخص يرى كل شيء بمنظار مختلف ،
و يجعلك تغير منظورك،
وتلاحظ كل شيء من جديد، من الداخل ومن الخارج؛
ويخيل إليك أن بإمكانك الإبقاء على مسافة آمنة بينك و بينه؛
ويخيل إليك أنك تستطيع أن تبحر و تشق طريقك في خضم هذه العاصفة الجميلة،
حتى تدرك ، بغتة ، أنه ألقى بك إلى العراء ، ولا يمكنك أن تتحكم بذلك.
***************
* تدعى هذه الرقصة سما، أي رقصة الدراويش.
و من الآن فصاعداً، سيرقصها الدراويش في جميع الازمنة.
يد متجهه إلي السماء، واليد الأخرى متجهه إلي الأسفل نحو الأرض،
فكل نقطة حب ننالها من الله، نتعهد بتوزيعها على الناس جميعاً.
***************
* الانتقال الى مكان جديد غالبا ما يدخل فى روح المرء احساسا مخيفا بالوحدة و الحزن ،
لكن بما ان الله معى فإنى اشعر بالرضا و السعادة فى خلوتى.
***************
* و لما كان العشق جوهر الحياة و هدفها السامى، كما يذكرنا الرومي،
فأنه يقرع ابواب الجميع،
بمن فيهم الذين يتحاشون الحب-حتي الذين يستخدمون كلمة "رومانسية" كإشارة الرفض و الاستهجان.
***************
* يقول الرومي:
اختر الحب، الحب!
فمن دون حياة الحب العذبة،
تمسى الحياة عبئا ثقيلا - كما ترى
***************
* يقول الرومى:
يا اخى ، تحمل الالم .
تخلص من سموم نزواتك .
ستنحنى السماء امام جمالك
إذا فعلت ذلك ...
فإن الشوكة تصبح وردة ، تتوهج مع العالمين.
***************
* عنوان المدونة
"قشرة بيض تدعى الحياة"
***************
*مهما كنا أو حيثما كنا نعيش،
فإننا نشعر فى قرارة أنفسنا بأننا غير كاملين.
كما لو كنا فقدنا شيئا و يجب أن نستعيده.
لكن معظمنا لا يعثر على ذلك الشئ أبدا.
أما الذين بإمكانهم العثور عليه،
فلا يجرؤ إلا قلة قليلة على الخروج و البحث عنه.
***************
* فحتى ذرة من الحب يجب أن تحظى بالتقدير،
لأن الحب، كما قال الرومى، هو ماء الحياة.
***************
* ان العادات القديمة قلما تموت ،
ان الحب رهيف على نحو ممض،
و قوي على نحو مدهش ، أشبه بالحرير.
***************
* تعلمت أن أتقبل الشوكة والوردة معاً،
مساوئ الحياة ومحاسنها.
***************
* أن الذين لم يجعلوا من قلوبهم دليلا اساسيا يقودهم فى الحياة،
الذين لا يستطيعون الانفتاح على الحب و يسيرون على هديه،
كما تتنبع زهرة عباد الشمس الشمس،
فهم ليسوا أحياء حقيقيين.
***************
* إن القرآن مثل عروس خجولة ،
لا ترفع حجابها إلا عندما ترى أن الناظر إليها
لطيف وحنون في الصميم.
***************
* أن القرآن نهر متدفق.
لا يرى الذين ينظرون إليه من بعيد إلا نهراً واحداً.
أما الذين يسبحون فيه، فإنهم يجدون أربعة تيارات.
و مثل أنواع الأسماك المختلفة،
بعضنا يسبح بالقرب من السطح،
وبعضنا الآخر يسبح في المياه الأعمق.
***************
* يقول الصوفيون إن سر القرأن يكمن فى سوره الفاتحه
و سر الفاتحه يكمن فى عباره بسم الله الرحمن الرحيم
و يكمن جوهر بسم الله الرحمن الرحيم فى حرب الباء
حيث توجد نقطه تحت هذا الحرف
و تجسد النقطه تحت حرف الباء الكون برمته.
***************
* المعرفة أشبه بماء قليل الملوحة فى قعر مزهرية قديمة،
إذا لم يتدفق فى مكان ما.
***************
* يخطئ البعض عندما يخلطون بين "الاذعان" و "الضعف".
فالاذعان شكل من أشكال القبول السلمى بشروط الكون،
و من بينها الامور التى لا نستطيع تغييرها أو فهمها حاليا.
***************
* نعم . إن الشك شئ جيد.
فهو يعنى أنك حى ترزق و دائم البحث.
كما ان المرء لا يصبح مؤمنا بين ليلة و ضحاها.
إذ يخيل الى المرء أنه مؤمن،
ثم يحدث شئ فى حياته فيصبح ملحدا،
ثم يعود و يؤمن ثانية،
ثم يصبح متشككا،
و هكذا دواليك، حتى يبلغ مرحلة معينة.
إننا نتردد باستمرار.
هذه هى الطريقة الوحيدة التى تجعلنا نمضى الى الامام.
و مع كل خطوة جديدة، نزداد قربا من الحقيقة.
***************
* ماذا تعرف عن عامة الناس؟
السكارى والشحاذون واللصوص والمومسات والمقامرون،
الذين لا عزاء لهم، الذين يتعرضون لأشدّ أنواع الظلم والبؤس.
هل يمكننا أن نحبّ مخلوقات الله جميعها؟
إنه اختبار صعب، ولا يستطيع إلا القليل من الناس اجتيازه.
***************
* توجد فى هذا العالم صداقات قد تبدو غير مفهومة للاشخاص العاديين ،
لكنها فى حقيقة الامر تشكل قنوات تفضي الى حكمة و بصيرة اعمق.
***************
* يقول الرومى إننا لسنا بحاجة للبحث عن الحب خارج انفسنا،
بل كل ما علينا عمله هو ان نتمكن من إزالة العقبات التي تبعدنا عن الحب في داخلنا.
***************
* عندما كنت طفلا، رأيت الله،
رأيت ملائكة،
رأيت أسرار العالمين العلوى و السفلى.
ظننت أن جميع الرجال رأوا ما رأيته.
لكنى سرعان ما أدركت أنهم لم يروا...
شمس التبريزى
***************
* ما من شئ يذكر الرجل ببيته مثل رائحة خبز مخبوز طازج ..
لا تشترى خبزك مطلقا. إخبزيه بنفسك يا عزيزتى.
سيكون له فعل العجائب.
***************
* ايها الدرويش ،
لن تجد فى هذه المدينة سوى نقيضين ، و لا شئ بينهما .
فإما الحب الخالص، و إما الكره المحض.
إننا نحذرك . ادخل المدينة على مسؤوليتك الخاصة.
فقلت:"فى هذه الحاله ، لا داعى للقلق،
فما دمت سأجد الحب الخالص، فإن هذا يكفينى"
***************
* إن الأربعين هى أجمل عمر للرجال و النساء على حد سواء.
هل تعرفين أن الأربعين فى الفكر الصوفى ترمز إلى الصعود من مستوى إلى مستوى أعلى، و إلى يقظة روحية؟
فعندما نحزن نحزن لمدة أربعين يوما.
و عندما يولد طفل فهو يستغرق أربعين يوما حتي يتهيأ لبدء الحياة على
الارض.
و عندما نعشق يجب أن ننتظر أربعين يوما حتى نتأكد من حقيقة
مشاعرنا.
لقد استمر طوفان نوح أربعين يوما، و في حين دمر الماء الحياة،
فقد جرف أيضا جميع الشوائب، و مكن البشر من بدء حياة جديدة.
و فى الصوفية الإسلامية أربعون درجة تفصل بين الانسان و الله.
بالإضافة إلي ذلك،
هناك أربع مراحل أساسية من الوعي فى كل منها عشر درجات،
فيصبح مجموعها أربعين.
و قد خرج المسيح إلي القفر أربعين يوما و ليلة.
و كان محمد فى الأربعين من عمره عندما نزل عليه الوحي.
و تأمل بوذا تحت شجرة زيزفون أربعين يوما.
بالأضافة إلي قواعد شمس الأربعين.
إنك تتلقين مهمة جديدة في الاربعين، حياة جديدة!
لقد بلغت الرقم الميمون و أكثر الارقام التى تبشر بالخير.
مبروك! لاتقلقى لأنك كبرت سنة.
فلا يمكن لقوة التجاعيد و لا الشعر الشائب أن تتحدى قوة الاربعين.
***************
* كيف يمكن للعشق ان يكون جديرا باسمه ما لم يختر المرء منه
إلا الاشياء الجميلة و يترك الأشياء الصعبة
فمن السهل الأستمتاع بالأشياء الجيدة والنفور من الأشياء السيئة .
يمكن لأى امرئ أن يفعل ذلك.
لكن التحدى الحقيقى ان يحب المرء الأشياء الجيدة والسيئة معا،
لا لانه يحب ان يتقبل الأشياء بحلوها ومرها،
بل لانه يحب ان يتجاوز هذه الأوصاف وان يتقبل الحب برمته .
***************
* عندما يذكر المرء اللهَ بسوء،
فإنه يسيء التكلم عن نفسه.
***************
* بأشكال عده لا يختلف القرن الحادى والعشرون كثيرا عن القرن الثالث عشر
وسيدون التاريخ أن هذين القرنين كانا عصر صراعات دينية الى حد
لم يسبق له مثيل ،
عصر ساد فيه سوء التفاهم الثقافى والشعور العام بعدم الامان والخوف من الاخر ،
و فى أوقات كهذه تكون الحاجه الى الحب أشد من أى وقت مضى.
***************
* كل ما كنت احتاج اليه هو البقاء و النظر الى داخلى.
***************
* ارجو ان يرافقكم الحب دائما،
و أن يحيط بكم على الدوام.
***************
* إن الشريعة كالشمعة ، توفر لنا نورا لا يقدر بثمن .
لكن يجب ألا ننسى أن الشمعة تساعدنا على الانتقال من مكان إلى آخر
فى الظلام ،
و إذا نسينا إلى أين نحن ذاهبون ، وركزنا على الشمعة،
فما النفع من ذلك ؟.
***************
لا تحكم على الطريقة التى يتواصل بها الناس مع الله،
فلكل امرئ طريقته وصلاته الخاصة.
إن الله لا يأخذنا بكلمتنا، بل ينظر فى أعماق قلوبنا.
و ليست المناسك أو الطقوس هى التى تجعلنا مؤمنين،
بل إن كانت قلوبنا صافية ام لا.
***************
* ان اللغة تخفي الحقيقة أكثر مما تكشفها ،
لذلك يسيئ الناس دائماً فهم أحدهم للآخر وتقديره له .
و في عالم محفوف بالترجمات السيئة لا فائدة ترجى في أن يكرس
المرء نفسه لأيّ موضوع ،
لأنه يمكن أن تكون أشد قناعاته ناجمة عن سوء فهم بسيط .
و بصورة عامة يجب ألا يكون المرء متشددًا ومتصلبا في أي شيء ، لأنه "لكي يعيش المرء لابد له من أن يغير الألوان باستمرار.
***************
* عن طريق الصوفية ،
تكتشفين أولا فن أن تكوني وحيدة في وسط جمع من الناس،
ثم تكتشفين أن جمع الناس يقبعون في داخل وحدتك،
الأصوات في داخلك.
***************
* لابد ان فكرة ان الشيطان يقبع خارجنا تمنحنا احساسا كبيرا بالراحة و مخرجا سهلا .
ان الجحيم يقبع فى داخلنا ، و كذلك الجنة .
إذ يقول القرآن إن الإنسان هو أكثر الكائنات تبجيلاً ،
فنحن أعلى من أعلى الكائنات ، لكننا كذلك أدنى من أدناها ،
فلو تمكنا من إدراك هذا المعنى جيداً ،
لكففنا عن التفكير بأن الشيطان يقبع في خارجنا
و نعترف بأنه موجود في أنفسنا ،
إن ما نحتاج اليه هو أن نبحث في أنفسنا بصدق
لا أن نترصد عيوب الآخرين و نتصيدها.
***************
* لكننى لم أبدأ حياة جديدة .
فالشئ الوحيد الذى فعلته هو اننى مت قبل ان يأتينى الموت.
***************
* لا يعنينى الحلال و الحرام .
فأنا افضل ان اطفئ نار جهنم ، و أن أحرق الجنة
حتى يحب الناس الله من أجل الحب الخالص.
***************
* عندما ارسل جنكيز خان مائة من مبعوثيه للتفاوض على السلام ، فذبحوا جميعا ،
تحول جنكيز خان الى كره نارية من الغضب ،
و اعلن الحرب على الاسلام .
و لا يعرف احد كيف قتل هؤلاء المبعوثون و لماذا ،
إذ يشك البعض فى ان جنكيز خان نفسه هو الذى أمر بقتل المبعوثين
الذين ارسلهم ،
لتصبح لديه ذريعة لشن هذه الحرب الضروس.
و لعل ذلك صحيح . لا احد يعرف .
لكن ما اعرفه انه بعد خمس سنوات اجتاح المغول منطقة خاور شهر
برمتها ، و عاثوا فى كل بقعة و طأوها خرابا و دمارا و نشروا الموت
فيها .
و قبل سنتين ، هزم المغول القوات السلجوقية فى كوسيداغ ،
و جعلوا السلطان تابعا لهم و ارغموه على ان يدفع لهم الجزية
و السبب الوحيد الذى جعل المغول لا يقضون علينا قضاء مبرما
هو انهم يريدون ان نظل احياء حتى نظل نرزج تحت نيرهم.
***************
* سقطت بغداد بيد المغول فى العام 1258 .
و فى العام 1260 هزم المغول على يد المماليك المصريين ،
و اصبح منتصرو الامس المهزومين اليوم ،
فكل منتصر ينحو للاعتقاد بأنه سيكون منتصرا الى الابد ،
و كل مهزوم يميل الى الاعتقاد بأنه سيكون مهزوما الى الابد ،
لكن كلاهما مخطئ للسبب ذانه : فكل شئ يتغير الا الله.
***************
* ألسنا نعيش جميعا تحت سقف واحد فى جميع الاحوال؟
" "فالملوك و الشحاذون و العذارى و العاهرات ،
كلهم يعيشون تحت سماء واحدة.
***************
* الناى يشبه صوته تنهيدة العاشق تجاه محبوبته.
***************
* لو كان بامكاننا اعتناق الكون كله،
بكل اختلافاته وتناقضاته،
لذاب كل شئ وأصبح بوتقة واحدة.
***************
* هل من وسيلة لفهم ما معنى الحب من دون ان تصبح حبيبا فى المقام
الاول؟
فالحب لا يمكن تفسيره ، و لا يمكن إلا معايشته و اختباره .
و مع ان الحب لا يمكن تفسيره ، فهو يفسر كل شئ.
***************
* و قد حدث شمس التبريزى مجموعة من الاشخاص فى السوق ،
و قال ان عليا ، خليفة النبى و احد صحابته ،
كان يقاتل مشركا شرسا ، فطال بينهما القتال ،
و فى النهاية تمكن رضى الله عنه من خصمه ،
و سقط المشرك جريحا تحت على بن ابى طالب و لما هم بقتله ،
بصق المشرك فى وجه على و السيف فى الهواء يوشك ان يهوى به ، فما كان من على إلا أن تركه و انصرف عنه و لم يقتله
فلما سئل قال: لقد كنت اقاتله لله ،
فلما بصق فى وجهى ، احسست بأنى اريد الانتقام لنفسى فتركته.
و هكذا اطلق على الرجل ،فتأثر المشرك كثيرا و اصبح تابعا من اتباعه ، ثم اعتنق الاسلام بمحض ارادته.
***************
* كان رجلان يسافران من بلدة الى اخري،
و وصلا الى جدول ماء فاض من الامطار الغزيرة.
و عندما اوشكا على عبور الجدول،
لاحظا امرأة شابة جميلة تقف وحيدة، تحتاج الى مساعدة.
و على الفور توجه اليها احد الرجلين، و حملها بين ذراعيه،
و اجتاز بها الجدول، ثم وضعها على الضفة الاخرى،
و لوح لها مودعا، ثم تابع الرجلان رحلتهما
و خلال ما تبقى من الرحلة، لبث المسافر الثاني صامتا و عابسا،
لا يرد على اسئلة صديقه. و بعد مرور ساعات من التجهم،
لم يعد بمقدوره البقاء صامتا، فقال: "لماذا لمست تلك المرأة؟
كان من الممكن ان تغويك! اذ يحرم على الرجل ملامسة امرأة هكذا"
فرد الرجل الاول بهدوء: "يا صديقي،
لقد حملت تلك المرأة و وضعتها على ضفة الجدول الاخرى
و تركتها هناك، اما انت فلا تزال تحملها منذ ذلك الحين"
إن بعض الناس هكذا يحملون مخاوفهم وأفكارهم المتحيّزة على أكتافهم، و يسحقهم كلّ ذلك الثقل.
***************
* ان اللحظة الحالية هى كل ما كان و كل ما سيكون .
و عندما تفهمين هذه الحقيقة ، فلن يبقى ما تخشين منه.
***************
* فقد كانت مارغو ، امرأة البندول ، قادرة على التأرجح بين البهجة
العارمة و الكأبة الشديدة فى بضع دقائق.
***************
* قصة ليلى و هارون الرشيد ، الخليفة العباسى المعروف.
فعندما سمع ان شاعرا بدويا يدعى قيس قد هام فى حب ليلى
و جن من اجلها ، و اطلق عليه "المجنون"،
اصبح الخليفة متلهفا للتعرف على المرأة التى اوصلته الى هذه الدرجة من التعاسة. لابد ان ليلى هذه مخلوقة خاصة جدا ، قال لنفسه ،
امراة تفوق النساء الاخريات جميعهن .
ربما كانت ساحرة لا توازيها امراة بجمالها و فتنتها.
و مارس كل الحيل و السبل المذكورة فى الكتب ليرى ليلى بعينيه هو.
و ذات يوم ، احضروا ليلى الى قصر هارون الرشيد ،
و عندما نزعت حجابها ، و رأى وجهها شعر بخيبة شديدة.
فلم تكن ليلى عجوزا او عاجزة او قبيحة ،
لكنها لم تكن فى الوقت نفسه على تلك الدرجة من الجاذبية و الفتنة ،
بل مجرد امرأة عادية ، لها عيوبها ، امرأة بسيطة ،
مثل النساء الاخريات اللاتى لا يعددن و لا يحصين.
لم يخفى الخليفة شعوره بالاحباط، فسألها :
"هل انت هى المرأة التى هام بها المجنون؟
إني أتساءل ما الذى يجعلك امرأة يهيم فيها المحنون
فى حين أنك مجرد امرأة عادية؟"
فافترت شفتا ليلى عن ابتسامة ، و قالت :
"نعم ، أنا ليلى ، لكنك لست المجنون .
يجب ان ترانى بعينى المجنون، لكى تحل هذا اللغز الذى يدعى الحب".
***************
* حياتك حافلة ، مليئة ، كاملة ، او هكذا يخيل اليك ،
حتى يظهر فيها شخص يجعلك تدرك ما كنت تفتقده طوال هذا الوقت. مثل مراه تعكس الغائب لا الحاضر،
تريك الفراغ فى روحك - الفراغ الذى كنت تقاوم رؤيته.
قد يكون ذلك الشخص حبيبا ، او صديقا ، او معلما روحيا.
و قد يكون طفلا يجب احاطته بالحب و الرعاية.
المهم هو ان تعثر على الروح التى تكمل روحك،
فقد قدم الانبياء جميعا النصيحة ذاتها :
جد الشخص الذى سيكون مراتك !
يبدو كأنك امضيت سنوات عدة فى جمع قاموس شخصى ،
تعرف فيه كل مفهوم تراه مهما
مثل "الحقيقة" ، او "السعادة" ، او "الجمال".
و فى كل منعطف رئيسى فى حياتك ، تعود الى هذا القاموس،
لكنك قلما تشعر بالحاجة الى البحث فى مقدماتها المنطقية.
و فجأة يأتى شخص غريب و ينتشل قاموسك الثمين و يلقى به جانبا ،
و يقول لك: "يجب ان تعيد تعريف جميع التعاريف التى وضعتها.
لقد ان الاوان ان تنسى كل ما تعرفه".
و لسبب يجهله عقلك ، لكنه واضح لقلبك،
لا تعترض على ما فعله أو تغضب منه ، بل تمتثل لمشيئته بسعادة.
***************
* ذات يوم ستعرف بصوت الحب ،
فى الشرق و الغرب ،
سيجد الناس الذين لم يروا وجهك قط الهاما فى صوتك .
***************
* مع الزمن ، يتحول الالم الى حزن ،
و يتحول الحزن الى صمت ،
و يتحول الصمت الى وحدة ضخمة و شاسعة كالمحيطات المظلمة.
يخيل إليك أنه لم يعد بوسعك مواصلة الحياة ،
يخيل اليك ان نور روحك قد انطفأ،
وانك ستعيش في الظلام إلى الأبد ،
لكن عندما يبتلعك هذا الظلام الدامس ،
عندما تطبق عيناك على العالم ،
تفتح عين ثالثة في قلبك .
عندها فقط تدرك أن البصر يتناقض مع المعرفة الداخليه ،
فلا يمكن لعين ان ترى بوضوح و بحدة مثل عين العشق .
و بعد الحزن يأتي فصل آخر ، واد آخر ، أنت آخر .
وتبدأ برؤية الحبيب الذي لا يمكن أن تجده في اي مكان ،
تراه في كل مكان.
تراه في قطرة الماء التي تسقط في المحيط ،
في المد الذي يلي ظهور القمر،
او فى نسيم الصباح الذى ينشر رائحته النقية الطازجة ،
تراه فى الرموز و الاشكال التى تتشكل فى الرمل ،
و فى الجزيئات الصغيرة لصخرة تتألق تحت اشعة الشمس ،
فى ابتسامة رضيع حديث الولادة ،
او فى احد عروقك النابضة.
كيف يمكنك القول إن شمس قد ذهب
وهو موجود في كل مكان وفي كل شيء؟
و فى عمق ثنايا الحزن و الشوق اللذين يدوران ببطء ،
أكون برفقة شمس فى كل يوم ، فى كل دقيقة .
إن صدرى كهف يقبع فيه شمس مرتاحا ،
و كما يحتفظ الجبل بالصدى فى داخله ،
يقبع صوت شمس فى داخلى .
و شيئا فشيئا ، يبلغ المرء الاربعين ،
ثم الخمسين ، ثم الستين من العمر ،
و مع مرور كل عقد ، يبدو انه ازداد اكتمالا ،
و يتعين عليه مواصلة السير ،
مع انه لا توجد نقطة معينة يمكن بلوغها .
فالكون يدور ، بثبات و استمرار ،
و كذلك الارض و القمر ،
لكن ما يجعله يتحرك هو سر يكمن فى داخلنا نحن البشر.
***************
ليست هناك تعليقات:
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.