تمحورت أحداث العالم ومجريات الأمور حولنا مؤخراً حول معركة واحدة "معركة العلمانيه ضد المشروع الإسلامى" ، أو ما عهدنا أن نطلق عليها : معركة المسلمين والكفار.
الدعوة "باسم الإسلام" بوجوب الإصطفاف خلف المشروع الاسلامى، أصبحت نهاية إعتيادية للجدل الدائر بين فريقين من ملايين المصريين، بل وأكثر من ذلك أن إزدادت الدعوات مؤخرا لتطالب الملايين بـ "التـجـرد" من أى فكرٍ لا يتماشى مع ما يراه قادةُ هذا المشروعِ وشيوخِه.
وخوفاً من وقوعى فى محظـورِ معصيتهِ جل وعلا عن سوء فهم، أحاول هنا الإجابه عن هذا السؤال :
هل هى بالفعل معركة بين الإسلام والكفر ؟
أَلهذا خُـلِقَ الإنسان ؟
وهل أخطأت التصرف حين اعتمدت على إيمانى برجاحةِ عقلى وفهمى الشخصى للإسلام وللعبودية لله الخالق ؟
--------------------------------------------------
تعريف علم الفقـه لُـغَــــةًً : الفهم .
واصطلاحا : يطلق الفقه على ما يستنبط من أحكام الشرع التى تتعلق بأعمال المكلفين، من حيث حلها أو حرمتها، أو إباحتها أو كراهتها .
وما الفهم ؟
هو المهارة وإعمال العقل للتوصل إلى النتائج من المعطيات، ثم استخراج الأحكام.
إذن فإعمال العقل هو تلك الشمعه التى تضىء للبشرية طريقها، وبالتالى تنظم معاملات وعلاقات الناس بعضهم ببعض، كما أنه الطريق الوحيد لتنظيم العلاقة بين العبد وربه عز وجل.
بادئ ذى بدء ، يجب أن نعلم ان الوعى والفهم والتدبر (إستعمال العقل) هو أداه أكرمنا الله بها لاستخدامها فى معرفته تعالى، وليس الأمر قاصرا على التلقى والتنفيذ الأعمى، ولو أراد الله سبحانه وتعالى ذلك لأجبرنا ، ولفعلنا.
ولماذا خلق الله الإنسان؟
لعبادته وحده عز وجل؟ وللعمل على نشر الإسلام فى ربوع الارض؟
أم لنحارب من كفر بوجوب العبوديه له سبحانه وتعالى حتى يُـسْلِم لِيَـسْلَم؟
لنجد إجابة على هذا السؤال يجب ان نعى أولا بأن الإنسانية درجات، كما هو العقل (الفهم) درجات، وأدنى العقول درجة هو العقل المادي البحت الذي لا يعترف إلا بالواقع المحدود الذي يراه و يفهمه، و ينكر تماما ما وراء هذا الواقع الملموس.
ويجب أن نُقِـر أيضا بأن كل منا يتصور أنه أعقل الناس، وأطيب الناس، وأنه يستحق كل خير، حتى الطغاه الذين عذبوا وسَجَنُوا تصوروا أنهم مصلحون وأنهم خير البشر.
التنوع والاختلاف هو سنة إلهية كونية، فالإنسانية التي خلقها الله من نفس واحدة، تتنوع إلى شعوب وقبائل وأمم وأجناس وألوان، كما تتنوع إلى عادات وتقاليد وأعراف مختلفه حتى داخل الحضارة الواحدة والدين الواحد، بل والثقافة الواحدة.
وهذا التنوع والاختلاف "سنة" من سنن الله بدليل قوله تعالى :
﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ (هود:118-119). وكما يقول أغلب المفسرين: "فللإختلاف خلقهم".
وشخصياً، أعتقد أن من أهم أسباب هذا التنوع والتعدد والاختلاف فى الخلق هو التحفيز على إعمال العقل للفوز فى سباق المعرفة بالله، واختيار المصير.
قال تعالى ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ (المائدة:48).
ومن أسباب هذا التنوع أيضا: فتح أبواب الحرية للإجتهاد والتجديد والإبداع، الذي يستحيل تحقيقه دون تفرد وتمايز واختلاف.
وإن كانت علاقة المختلفين والمتعددين يجب أن تظل إسلامية في إطار ثوابت الدين، وعند مستوى التوازن والعدل والوسطية:
﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾(البقرة:143).
الدعوة "باسم الإسلام" بوجوب الإصطفاف خلف المشروع الاسلامى، أصبحت نهاية إعتيادية للجدل الدائر بين فريقين من ملايين المصريين، بل وأكثر من ذلك أن إزدادت الدعوات مؤخرا لتطالب الملايين بـ "التـجـرد" من أى فكرٍ لا يتماشى مع ما يراه قادةُ هذا المشروعِ وشيوخِه.
وخوفاً من وقوعى فى محظـورِ معصيتهِ جل وعلا عن سوء فهم، أحاول هنا الإجابه عن هذا السؤال :
هل هى بالفعل معركة بين الإسلام والكفر ؟
أَلهذا خُـلِقَ الإنسان ؟
وهل أخطأت التصرف حين اعتمدت على إيمانى برجاحةِ عقلى وفهمى الشخصى للإسلام وللعبودية لله الخالق ؟
--------------------------------------------------
تعريف علم الفقـه لُـغَــــةًً : الفهم .
واصطلاحا : يطلق الفقه على ما يستنبط من أحكام الشرع التى تتعلق بأعمال المكلفين، من حيث حلها أو حرمتها، أو إباحتها أو كراهتها .
وما الفهم ؟
هو المهارة وإعمال العقل للتوصل إلى النتائج من المعطيات، ثم استخراج الأحكام.
إذن فإعمال العقل هو تلك الشمعه التى تضىء للبشرية طريقها، وبالتالى تنظم معاملات وعلاقات الناس بعضهم ببعض، كما أنه الطريق الوحيد لتنظيم العلاقة بين العبد وربه عز وجل.
بادئ ذى بدء ، يجب أن نعلم ان الوعى والفهم والتدبر (إستعمال العقل) هو أداه أكرمنا الله بها لاستخدامها فى معرفته تعالى، وليس الأمر قاصرا على التلقى والتنفيذ الأعمى، ولو أراد الله سبحانه وتعالى ذلك لأجبرنا ، ولفعلنا.
ولماذا خلق الله الإنسان؟
لعبادته وحده عز وجل؟ وللعمل على نشر الإسلام فى ربوع الارض؟
أم لنحارب من كفر بوجوب العبوديه له سبحانه وتعالى حتى يُـسْلِم لِيَـسْلَم؟
لنجد إجابة على هذا السؤال يجب ان نعى أولا بأن الإنسانية درجات، كما هو العقل (الفهم) درجات، وأدنى العقول درجة هو العقل المادي البحت الذي لا يعترف إلا بالواقع المحدود الذي يراه و يفهمه، و ينكر تماما ما وراء هذا الواقع الملموس.
ويجب أن نُقِـر أيضا بأن كل منا يتصور أنه أعقل الناس، وأطيب الناس، وأنه يستحق كل خير، حتى الطغاه الذين عذبوا وسَجَنُوا تصوروا أنهم مصلحون وأنهم خير البشر.
التنوع والاختلاف هو سنة إلهية كونية، فالإنسانية التي خلقها الله من نفس واحدة، تتنوع إلى شعوب وقبائل وأمم وأجناس وألوان، كما تتنوع إلى عادات وتقاليد وأعراف مختلفه حتى داخل الحضارة الواحدة والدين الواحد، بل والثقافة الواحدة.
وهذا التنوع والاختلاف "سنة" من سنن الله بدليل قوله تعالى :
﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ (هود:118-119). وكما يقول أغلب المفسرين: "فللإختلاف خلقهم".
وشخصياً، أعتقد أن من أهم أسباب هذا التنوع والتعدد والاختلاف فى الخلق هو التحفيز على إعمال العقل للفوز فى سباق المعرفة بالله، واختيار المصير.
قال تعالى ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ (المائدة:48).
ومن أسباب هذا التنوع أيضا: فتح أبواب الحرية للإجتهاد والتجديد والإبداع، الذي يستحيل تحقيقه دون تفرد وتمايز واختلاف.
وإن كانت علاقة المختلفين والمتعددين يجب أن تظل إسلامية في إطار ثوابت الدين، وعند مستوى التوازن والعدل والوسطية:
﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾(البقرة:143).
"والوسط" -بنص الحديث النبوي- هو "العدل" الذي يجب أن يحكم علاقات الفرقاء المختلفين" (رواه الإمام أحمد).
تميزت الفلسفة الإسلامية بالوسطية الجامعة عن غيرها من فلسفات الدمج للكل في واحد التى انتشرت فى العالم كنمازج حياتيه ناجحه وقتياً، كما تميزت فلسفة الإسلام عن فلسفات الصراع التي تنتهى هي الأخرى إلى انفراد طرف واحد -هو الأقوى- بالساحة والامتيازات والقرارات، فطرَفا التطرف ينتهى كل منهما إلى ذات النهاية، وبينهما تتميز الوسطية الإسلامية .
وحينما تقول الآيات.
﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات : 65)
فإنها تعني بديهياً.
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعرفون).
لأنه لا عبادة بلا معرفة.
و المعنى أنه تعالى خلقنا لنعرفَه، فإذا عرفناه عبدناه، وإذا عبدناه تفاضلت عباداتنا، وتفاضل إيماننا، و تفاضلت درجاتنا يوم الحساب، واستحقاقاتنا حسب اختياراتنا فى اختبارات الحياة اليوميه، وبالتالي يتفاضل العطاء من المعطي، وعطاء الله مبذول للكل.
﴿ كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾ (الإسراء: 20).
فالله سبحانه خَلَق ليعطي، وكلنا مستحقون للعطاء بحكم رتبة العبودية، و كل هذه المعاني باطنة في كلمة ﴿ليعبدون﴾.
أخى الإنســان : أياً كان دينك أو مذهبك، سواء كنت مسلماً مسيحياً يهودياً ملحداً، سنياً شيعياً بهائياً أو بوذى، معركتى ليست معك على الإطلاق، وكذا معركتك ليست معى، انها معركة الفقهِ والمعرفةِ بالخالق، والتى هى بالنسبة لى أم المعارك، إليك عنى، فمعركتى ليست بالهينه، واختيارى واختيارك فى طريق المعرفة بالله سيخضع حتما للتقيم فى النهايه.
أخى الإنســان : تعلم العلم واعمل تحذ فخار النبوة، فالله قال ليحيي "خذ الكتاب بقوة" ، تعلم لتفهم، حتى تحسن الإختيار والعمل.
رجاءً، لا تشغل بالك بعلاقتى وربى كثيرا، فمعركتك أولى وأشد، وليهتـم كلٌ منا بمعركته حيث الوقت قصير ومحسوب، ويقينا، لن يسع الوقت لاشتغالك بأمورٍ لا تخصك، فإليك عنى رجاءً.
تميزت الفلسفة الإسلامية بالوسطية الجامعة عن غيرها من فلسفات الدمج للكل في واحد التى انتشرت فى العالم كنمازج حياتيه ناجحه وقتياً، كما تميزت فلسفة الإسلام عن فلسفات الصراع التي تنتهى هي الأخرى إلى انفراد طرف واحد -هو الأقوى- بالساحة والامتيازات والقرارات، فطرَفا التطرف ينتهى كل منهما إلى ذات النهاية، وبينهما تتميز الوسطية الإسلامية .
وحينما تقول الآيات.
﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات : 65)
فإنها تعني بديهياً.
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعرفون).
لأنه لا عبادة بلا معرفة.
و المعنى أنه تعالى خلقنا لنعرفَه، فإذا عرفناه عبدناه، وإذا عبدناه تفاضلت عباداتنا، وتفاضل إيماننا، و تفاضلت درجاتنا يوم الحساب، واستحقاقاتنا حسب اختياراتنا فى اختبارات الحياة اليوميه، وبالتالي يتفاضل العطاء من المعطي، وعطاء الله مبذول للكل.
﴿ كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾ (الإسراء: 20).
فالله سبحانه خَلَق ليعطي، وكلنا مستحقون للعطاء بحكم رتبة العبودية، و كل هذه المعاني باطنة في كلمة ﴿ليعبدون﴾.
أخى الإنســان : أياً كان دينك أو مذهبك، سواء كنت مسلماً مسيحياً يهودياً ملحداً، سنياً شيعياً بهائياً أو بوذى، معركتى ليست معك على الإطلاق، وكذا معركتك ليست معى، انها معركة الفقهِ والمعرفةِ بالخالق، والتى هى بالنسبة لى أم المعارك، إليك عنى، فمعركتى ليست بالهينه، واختيارى واختيارك فى طريق المعرفة بالله سيخضع حتما للتقيم فى النهايه.
أخى الإنســان : تعلم العلم واعمل تحذ فخار النبوة، فالله قال ليحيي "خذ الكتاب بقوة" ، تعلم لتفهم، حتى تحسن الإختيار والعمل.
رجاءً، لا تشغل بالك بعلاقتى وربى كثيرا، فمعركتك أولى وأشد، وليهتـم كلٌ منا بمعركته حيث الوقت قصير ومحسوب، ويقينا، لن يسع الوقت لاشتغالك بأمورٍ لا تخصك، فإليك عنى رجاءً.
LIKE
ردحذفالمعنى أنه تعالى خلقنا لنعرفَه، فإذا عرفناه عبدناه، وإذا عبدناه تفاضلت عباداتنا، وتفاضل إيماننا، و تفاضلت درجاتنا يوم الحساب، واستحقاقاتنا حسب اختياراتنا فى اختبارات الحياة اليوميه، وبالتالي يتفاضل العطاء من المعطي، وعطاء الله مبذول للكل.